التجارة الخارجية هي عملية تبادل السلع والبضائع بين الدول من خلال عمليات التصدير والإستيراد؛ وتلعب التجارة الخارجية دوراً هاماً في الأقتصاد العالمي، حيث تساهم في تعزيز النمو الإقتصادي وتوسيع الأسواق وتحسين فرص العمل، كما تسمح بتنويع مصادر الدخل وتوفير السلع والخدمات التي قد لا تكون متوفرة محلياً؛ إذا ما هي عوامل ظهور التجارة الخارجية؟
عوامل قيام التجارة الخارجية:
إن حجم وقيمة التجارة الخارجية يختلف من دولة لأخرى، ومن النادر أن نجد دولة تتبادل جزء من منتوجاتها مع دولة أخرى، بمعنى أنه لا يوجد دولة في العالم بدون تجارة خارجية، كما أنه لا يمكن لأي دولة مهما كانت قوتها ودرجة تقدمها أن تعيش بمعزل عن دول العالم، إذن فالتجارة الخارجية ضرورة حتمية إقتضتها ظروف المجتمع الدولي وأبرز العوامل التي أدت إلى قيامها هي:
1. التفاوت في موارد الثروة بين الدول:
إن موارد الثروة الطبيعية ليست موزعة بالتساوي بين جميع الدول، وعليه فإن كل دولة تنفرد بجانب من موارد الثروة قد تفتقر إليها دولة أخرى، فمثلا بلدان الخليج العربي غنية بإنتاج البترول، بينما دول أخرى فقيرة في إنتاجه مثل الصين واليابان وبعض البلدان الأوروبية، كما أن إختلاف المناخ والتضاريس والتربة من إقليم لآخر تؤثر في الإنتاج الزراعي من حيث الكمية والنوع من دولة لأخرى.
2. إختلاف درجة التقدم الفني:
إن الدول المتقدمة تتاجر في مهارتها التقنية وخبراتها في التصنيع، وتحقق وراء ذلك مكاسب كثيرة، فهي على سبيل المثال تستورد المادة الخام من الدول النامية، وتصنعها ثم تعيد تصديرها إليها مرة أخرى كمواد مصنعة؛ كما إن عامل إختلاف درجة التقدم التقني، لا يمكن أن يدوم، فالبلدان النامية قادرة على تنمية إقتصادها، وتحاول اللحاق بركب الدول المصنعة، وهكذا أقامت بعض البلدان صناعات تلائم ظروفها.
التطور التقني: مع تطور وسائل النقل وتحسين شبكات الاتصالات، أصبح من الأسهل للبلدان التفاعل التجاري مع بعضها البعض عبر الحدود. تقدم التكنولوجيا في العصور الحديثة مثل السفن والطائرات والقطارات والاتصالات اللاسلكية جعلت التجارة العالمية أكثر فعالية وسرعة.
3. سهولة النقل والمواصلات:
إن النقل والمواصلات ضرورية لحركة التبادل التجاري إذ أنها متممة للإنتاج الإقتصادي حيث يقوم عليه التبادل، وتتوقف عليه كمية الإنتاج، ويقرب الجهات البعيدة، ويعمل على إستغلال موارد الثروة، ولذا فإن مدنية الدول وتقدمها تقاس بما وصلت إليه وسائل النقل من تطور وإنتشار، فهي كالشرايين في جسم الإنسان التي تصل أطرافه المختلفة وتحمل إليه الحياة وتبدو عملية النقل إذا تصورنا توقف حركته أو أضطرابه، حيث يبدو العالم وقد إنقطعت أواصره، وتباعدت دوله وتوقفت حركة التجارة، ولذلك فإن سهولة النقل والمواصلات قد جعلت العالم كشبكة مرتبطة المصالح والمنافع.
تعتمد الدول بشكل كبير على التجارة الخارجية لتلبية احتياجاتها الاقتصادية، سواء لاستيراد السلع والخدمات التي لا تنتجها محلياً أو لزيادة الصادرات وتحقيق التوازن التجاري الإيجابي. تُعد العوائد من التجارة الخارجية مصدرًا هامًا للعملة الصعبة وتمويل الاستثمارات والمشاريع التنموية.
يتم التحكم في التجارة الخارجية عادة من خلال سياسات التجارة الخارجية والاتفاقيات التجارية بين الدول، بما في ذلك الرسوم الجمركية والتنظيمات الجمركية والاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة الأطراف.